محمد التويم
تعتبر عملية صب الأسقف في الإنشاءات من المراحل الصعبة والخطرة أحيانا، إذ من الممكن أن تحصل انهيارات في كامل المبنى إذا لم يتنبه المقاول أو المهندس إلى كمية الحديد أو وضع الشدات المعدنية للسقف, وقد حصل انهيار كبير قبل فترة قريبة لمسجد في نجران راح ضحيته أحد العمال وعدد من الجرحى, ومن المؤسف أن مثل هذه الانهيارات كثيرا ما تتكرر ولا نجد من يقف عند مثل هذه الحوادث الخطرة ويبحث في أسبابها ويعاقب من تسبب فيها.
"الاقتصادية" في تقريرها هذا تحاول أن تقف على أسباب انهيارات المباني والإنشاءات، إذ إن من أهم الأسباب في حدوث مثل هذه المشكلات شدات الأسقف, حيث يقول المهندس جمال محمد حسين: غالبا ما يكون السبب الرئيسي في حدوث مثل هذه الانهيارات وضع الشدات للأسقف، حيث من الممكن أن يتساهل المقاول في دعم السقف من ناحية عدد الشدات وتوزيعها بشكل صحيح أو لا يتأكد من أنها مشدودة بشكل قوي وسليم حيث من الممكن أن ينهار المبنى مباشرة بعد صب الخرسانة وقد يتأخر الانهيار إلى يوم واحد كحد أقصى, ويؤكد المهندس جمال ضرورة أن يتنبه المقاول والمهندس إلى ضرورة توخي الحذر والتأكد من سلامة وضع الشدات قبل عملية الصب، فهي قد تؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح قبل الأموال كما يتكرر دائما مع الأسف.
ويتابع المهندس جمال عن أسباب حدوث الانهيارات في المباني فيقول قد ينهار السقف بعد عملية فك الشدات إذا لم تأخذ الخرسانة الوقت الكافي حتى تجف وتصبح صلبة , وقد يحدث هناك خلل في السقف مثل حدوث ميول أو انحناءات جراء الاستعجال في عملية فك الشدات أو أن الشدات لم تكن موزعة بشكل صحيح ومتساو, فإنه من المفترض أن توضع الشدات على أسطح صلبة وقوية حتى تتحمل الخرسانة فمن الممكن أن يميل السقف في المنطقة التي لا تكون أرضية الشدة فيها ضعيفة كما حصل مع المهندس جمال في بداية عمله.
من جهته قال عبد الرحمن التويم مدير عام شركة ركائز التشييد في جدة وهي شركة متخصصة في السقالات والشدات المعدنية ودعم المباني وقد تحدث عبد الرحمن بإسهاب حول الشدات وعن أنواعها حيث قال: في البداية تنقسم الشدات إلى قسمين وهما الشدة الخشبية والشدة المعدنية, والشدة الخشبية منها الشدة المصرية أو الشدة السورية وتعتمد على جكات توضع فوق بعضها البعض حتى تصل إلى السقف وهذه الشدات خطيرة ومعرضة للانهيار بنسبة أعلى من الشدات المعدنية. أما الشدات المعدنية فتعتمد على القوائم والعوارض في البناء يوضع فوقها المرابيع الخشبية ثم يتم وضع ألواح البليود ثم فرش الحديد ثم يتم صب الخرسانة عليها في الخطوة النهائية، وهي أي الشدة المعدنية النظام الأكثر أمانا وانتشارا – على حد وصف عبد الرحمن التويم - حيث إنه في كثير من المشاريع الكبيرة والمهمة مثل مشاريع البنوك والأسواق والمساجد الكبيرة يتم اشتراط استخدام الشدات المعدنية من قبل المهندس الاستشاري، لأن مشكلاتها أقل من الشدات الخشبية ونسبة حدوث الخطر فيها أقل.
وعن أسباب حدوث الانهيارات قال عبد الرحمن التويم "تتلخص أسباب الانهيارات في الغالب في رداءة الشدة خشبية كانت أو معدنية وإن كانت في الخشبية أكثر أو الأحمال الزائدة أو سوء التركيب أو خطأ في بناء الشدات حيث ينتبه إلى توزيع الأحمال على السقف ثم تركب الشدات بناء على هذه الأحمال".
ونبه التويم إلى أنه يجب على المهندس أن يوقف عملية صب الخرسانة في حالة أنه رأى أن وضع الشدات خاطئ أو كانت الشدة نفسها ضعيفة ويجب أيضا على الدفاع المدني أن يزور المباني الكبيرة على الأقل حتى لا يحدث مثل هذه الانهيارات، لا سمح الله، فغالبا ما يتم حضور الدفاع المدني بعد الانهيار ويتم التحقيق ومتابعة المتسبب وكان أولى لو حضر قبل الانهيار. أما عن الأسعار فيقول عبد الرحمن إن الشدات المعدنية متر × متر بين الـ 150 ريالا إلى 250 ريالا تقريبا للواحدة وهي أوفر للمقاول أن يقتنيها من أن يستأجرها حيث يبلغ سعر الإيجار للواحدة من 10 ريالات إلى 15 ريالا للواحدة.
وطالب غالبية من قابلتهم "الاقتصادية" الدفاع المدني والبلديات بوضع حد لمثل هذه الانهيارات فالمقاول في الغالب يبحث عن السعر الرخيص والضحية أرواح العمال الأبرياء وخسارة في الوقت والجهد.
__._,_.___
0 comments
Post a Comment